عاجل:
مقالات 2021-04-19 03:00 484 0

ثقافة من القرآن الكريم (1)

قال تعالى “فَاقْرَؤُا ما تَيَسَّرَ مِنْهُ وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكاةَ وَأَقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً وَما تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْراً وَأَعْظَمَ أَجْراً وَ اسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ”.

قال تعالى “فَاقْرَؤُا ما تَيَسَّرَ مِنْهُ وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكاةَ وَأَقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً وَما تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْراً وَأَعْظَمَ أَجْراً وَ اسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ”.

في هذه الآية المباركة يشير الحق تعالى لضرورة الاستمداد بالقرآن الكريم بمختلف وسائل الاستعانة على خوض غمار الحياة الدنيوية، فهو يذكر جوانب الحياة البشرية “المعنوية والروحية، الاقتصادية، الاجتماعية، الأخلاقية” تقريرا لما يذكره علماء الاجتماع في الأبعاد الحياتية للإنسان.

ففي الجانب الأول يذكر الحق تعالى “وأقيموا الصلاة” حيث تمثل السمة البارزة والعمل الأكثر تجسيدا العبودية والعبادة التي تعطي الإنسان اطمئنان واستقرار، لأنها تمثل العلقة والارتباط المعبود الحق تعال، وهذا ما يجعل الإنسان أكثر حيوية وعمل في سبيل الحق تعالى لأنها عمود الدين -كما عبرت الروايات- بل ويتعامل مع مواقف الحياة الروحية واطمئنان.

وأما الجانب الاقتصادي فيقول الباري تعالى “وآتوا الزكاة” ففي إخراج الزكاة الواجبة والصدقات المستحبة وإيصالها إلى الحاكم الشرعي، رفع عزة الإسلام والابتعاد عن سيطرة الأعداء على فقراء المجتمع الإسلامي، هذا من جهة، ومن جهة أخرى يزداد نماء أموال الذين يخرجون الحق المالي.

وأما الجانب الاجتماعي الذي يعد عصب الحياة عند الإنسان، لأنه يحتاجه كما يحتاج أغلب الأمور الضرورية، حيث يقول الحق تعالى “أَقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً وَما تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْراً وَ أَعْظَمَ أجرا”.

وهنا يرتقي الفاعل إلى الشعور بمسؤولية الاهتمام بالغير من خلال تلبية حاجاته المختلفة ومساعدته للآخرين، هذا هو ظاهر العمل، وهناك جانب آخر غير ملتفت إليه عند الناس، وهو أن حقيقة هكذا أعمال ومساعدات ما هي إلا رصيد وثمار تعود للفاعل بالخير والأجر العظيم.

وأما الأمر الأخير- الجانب الأخلاقي- وهو الاستغفار بقوله تعالى “وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ”؛ حيث يقول صاحب تفسير الأمثل، لعل الإنسان الفاعل للأعمال السابقة – صلاة وزكاة وإقراض الآخرين – يصاب بالعجب ويتفاخر على الآخرين، فيحتاج إلى تهذيب نفسه من هذا المرض الخطير .وذلك بالاستغفار والرجوع للحق تعالى.

وهذه الجوانب كلها تعتمد على محور معين وهو “قراءة القرآن الكريم” والدوام عليها، حيث ذهب بعض المفسرون – لولا إجماع الفقهاء على الاستحباب – إلى القول بوجوب قراءة القرآن الكريم، كما في بقية الواجبات، وهذا أن دل على شي انما يدل على أهمية مطالعة هذا الكتاب العزيز الذي فيه دروس وحكم وتعاليم شاملة للحياة بصورة إجمالية،  حيث يقول الحق تعالى “فَاقْرَؤُا ما تَيَسَّرَ مِنْهُ….”.

محمد شرف الدين/ 

التعليق