طـالما تغنـت جماهـير البعـث المبـاد بتلـك الشعارات العمـياء التي لا أعــــرف الدواعي النفسية لأطلاقها سوى , الضعة , والجبن المفرط من رجالات الدولة التي أرعبت الحجر والمـذر في بلد , أقل ما يقال عنه , بلد العـلماء والمثقـفين .
ما أثار حفيظتي قبل أيام , عندما سرب شريط التخابر المخزي بين قائد عمليات الأنبار وأحد عملاء المخابرات الأمريكية . تذكرت ذلـك الشعار الذي كانـــــت قـيادات البعـث تتـبجح بـه أمام قائدهم الأوحد الذي ملأ الدنيا ضجيجا أجوفا .
وأكثر ما أغاضني تلـك النبرة التي علت بعد أنتـشار التسجيل الصوتي , من تلك الأفـواه النتـنة التـي كانت في زمن مضى تتـغنى بشعارات البعـث . فقـد أنبرت تلك الأصوات للتشكيك المطـلق ,( بفبركة ) التسجيل الصوتي , وأتهام بعـث فصائل المقاومة بذلك . طبعا بعض هذه الأصوات ممـثلة في البرلـــمان العراقي . يبدوا أن ثمان عشـر سـنة من سقوط النظام الى اليـوم لم تنـظف أدمغة الأمعات التي تنهق وراء كل ناهق .
أعتـقـد أن ردة الفعـل الرسمية للحـكومة العراقـية , لم تكن تساويه لا في القـوة , ولا تعـاكسه في الأتجاه . بـل كانت مخجلة الى حد أن قامت بعض الشخصيات التي تحسب على العملية السياسية بالذود عن العميل الفلاحي وأتهام الآخرين .
نحن لسنا بصدد أجبار الحكومة على فعل ما نتمناه . بل نعتقد أن الحكومات الرصينة في مثل تلك الحالات أن تعتقل الشخص فورا وبحالة سرية للغاية , وأجراء تحقيق سري على مستوى عال جدا وأن تلجم المتشدقين الذين أنبروا للدفاع المستميت عن الفلاحي الذي نعتقد أنه مستعد أن يموت ( ويحيا البعث).
أن ما يجري في الساحة العراقية حقيقة ليبعث على التشاؤم من ردود الأفعال السلبية التي ترافق كل عملية سياسية نتوسم بها خيرا . ما جرى بأعتقادنا لهو خطر محدق بالعراق الذي بدأ يستعيد عافيته على يد أبنائه الشرفاء الذين دحور المجاميع الأرهابية ولا زالوا . لا أعتقد من الأنصاف أن يكافيء المذنـب بالأمتيازات الـتي لا مثـيل لها فــــي أرجـاء المعمورة , فـي وقـت يـهان بـه الشريف الذي بذل أغلى ما يملك من أجل العراق وشعب العراق .
نعتقد أنه يجب أن يكون هناك أعادت تقيـيم للقرار الديواني الأخـير الذي أصدره رئيس الحكومة الذي ظاهره التناغم الواضح والجلي للأجندة الأمريكية التي تضغط بقوة على الحكومة ورئيسها من أجل حل الحشد الشعبي المبارك .
قاسم العبودي