في ما مضى ،قررت ان ابتعد كثيرا عن الكتابة ،بسب ظروف قاهرة المت بي ،جاءت ذكراك ،وقفت متأملا ،من اين ابدا معك ،والى اين انتهي ايها الضيغم ،المتنازل كثيرا لشعبك ،حتى كرمك فاق الجميع ،وانتهى المطاف به دما زكيا ،فكنت حكيما وكريما ،وقف فيها العالم مذهولا ، لأكثر من ستون عاما وانت تحتضن قضية شعب ،تنازلت فيها كثيرا معارضا ،ومغيرا ،وبعد التغيير .
اول عطاءاتك ،عندما ساومك اللعين ،من ان تترك القضية او يكون الثمن اهلك في العراق ،فكان جوابك اسرع من البرق ،حتى لم تمنح نفسك برهة لتفكر قليلا في شرعية دم اهلك ،او تساوم ،بالحصول على المكاسب ، فوقتها قد حان عند الأرذال ،فقلت له افعل ما شئت ،فالشعب والوطن اغلى من اهلي ،فكان قربانك كبيرا ثلاث وسبعون شهيدا ،متأسيا بجدك الحسين عليه السلام .
واقعة اخرى ،عندما عدت من منفاك ،ووطن جهادك الكبير ،عدت قائدا ومرجعا ،استقبلك الملايين (اكثر من ثمانية مليون شخص )،عندها هتف الشعب ،نعم نعم لك ، نعم نعم للحكيم ،ابتسمت كثيرا في روضة علي عليه السلام نظرت متأملا في قبته ، ثم نطقت نعم نعم للمرجعية نعم نعم للحوزة ،انا اقبل ايادي المراجع واحدا واحد ،فرسمت لوحة عنوانها الوحدة ولم الشمل ،فكنت نجفيا، علويا، قائدا ،وفيا لخط اهل البيت ،قبلت ان تكون جنديا في ركب المرجعية ، وخالفت غيرك بكثير ،فتجاوزت الاختبار بنجاح ، وحققت العلامات كاملة .
جاء الصراع سريعا مع من جاء محررا او محتلا ،لا فرق ، كل شي كان بيدك ، فانت المفاوض الاول ، وانت من يقرر خارطة الطريق الجديدة للعراق ،وانت من يحبس الانفاس ،فرسمتها سريعا ، اسرع من كل خارطة ، رسمت في ظلام الليل وخلف الكواليس ،الشعب هو من يقرر ، والمرجعية هي الراعي للعملية السياسية ،الانتخابات هي الحل ،ولادستور يأتي من الخارج ، بل يكتبه المنتخبون فقط لاغيرهم ، لا واشنطن ولاطهران ولا الرياض ، من يقرر النجف فقط ،فهي صاحبة التضحيات الكبيرة في التغيير ،وهي من وهب كل شي من اجل الكرامة والحرية ، بعد مائة عام من الثورة ،فالتغير رسم بالدم العراقي ، قبل ان يرسمه الانتهازيون والمنتفعون ،في فنادق الغدر ،والخيانة .
كل ذلك مثل تحديا كبيرا جدا ، لكل من له يد في الشأن الساسي العراقي قبل وبعد التغيير ،فكان اغتيالك بداية لتأسيس فساد الدولة ،وانهيار المعان الاساسية لبناء المجتمع العراقي ،والقضاء على الثلاثية العملاقة التي رسمتها في خطابك الاول ،المرجعية ،الشعب ،الوطن ،التي لو طبقت فعلا ، لكانت الانموذج الراق في التجربة الاقليمية الفتية ،فالقادة المتنازلون هم من يبنون الاوطان دائما، كل ذلك تبلور في اتقاف الشر عليك ، بل على العراق ، لانهم خشوك كثيرا ، فكان دمك الطاهر ثمنا لكلامك ، فودعك علي عليه السلام ، كما استقبلك ، وصعدت روحك الى عليين ، تسال عن من غدرها ، وتقول لهم ، اننا امة لا تعرف معنى الهزيمة ،فالحسين انتصر قبل بداية المعركة ،وهذا ما اتفق عليه العالم ،وستثبته الايام لاحقا للقلوب المريضة ،بان القادة هم من يضحون اولا ......وهم من يخلدهم التاريخ ....اخيرا