عاجل:
مقالات 2015-08-05 03:00 1015 0

دق جرس .. الثورة على الفاسدين

قد يتصور المسؤول العراقي إن التظاهرات التي عمت جميع محافظات العراق ، هل تظاهرات وقتية لا تقدم ولا تأخر ، بقدر ما هي ردود فعل غاضبة بسبب قلة تجهيز المواطنين

المقالات المنشورة تعبر عن وجهة نظر أصحابها ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع

قد يتصور المسؤول العراقي إن التظاهرات التي عمت جميع محافظات العراق ، هل تظاهرات وقتية لا تقدم ولا تأخر ، بقدر ما هي ردود فعل غاضبة بسبب قلة تجهيز المواطنين بالكهرباء مع ارتفاع درجات الحرارة .

لا .. يا عزيزي المسؤول أن تلك التظاهرات هي جرس أنذار لك بأن هناك مشكلة وخلل ويجب أن تعمل على معالجته .فقد أعطت المرجعية الدينية الضوء الأخضر لتلك التظاهرات وقالت في خطبتها : " إن الفساد المالي والإداري الذي يعتبر أم البلايا بالإضافة إلى وجود الإرهاب والانفلات الأمني الذي تعاني منهما مناطق مختلفة .. وبينت المرجعية " إن معظم المواطنين لازالوا صابرين محتسبين ولا يبخلون عن تقديم أرواحهم الجسيمة في محاربة الإرهاب الداعشي ولكن للصبر حدود حيث لا يمكن أن يطول الانتظار إلى مالا نهاية له " .

أن المواطن العراقي أصبح اليوم يعاني في معظم المناطق من نقص في الخدمات وبالخصوص الطاقة الكهربائية مع ارتفاع درجات الحرارة التي تصل إلى أكثر من 50 درجة . فكان من الأجدر على الحكومة المالكي التي حكمت أكثر من ثمان سنوات متتالية أن تولي اهتماما واضحا بهذه المشكلة ، وأن تتخذ خططاً صحيحة لسد النقص في الطاقة الكهربائية ، ولكن انتشار الفساد في ذلك القطاع وفي جميع القطاعات سبب حرمان المواطنين من توفر خدمة الكهرباء ، حيث توجد الكثير من ملفات الفساد في هذا القطاع دون أن تتخذ الجهات المعنية أي إجراءات تحد منه .

أن صبر المواطن العراقي قد نفذ ، لعدم قدرة الحكومات المتعاقبة منذ عام 2003 ولحد الآن على توفير أبسط احتياجات العيش الكريم . وما قول المرجعية الدينية ( للصبر حدود ) هي إشارة واضحة لانطلاق الشرارة الأولى لمحاربة الفساد والمفسدين وتقديمهم للمحاكمة مهما كان دينه أو مذهبه أو طائفته أو قوميته أو منطقته أو عشيرته أو حزبه أو تياره ، فأن الجرس قد دق عندهم ، وأصبحوا على المحك ، فلا أحد ينقذهم ، ولا ينفعهم تبريرهم ، فأن الشعب رفع شعار ( كلا .. للفاسدين ) ( الموت .. للفاسدين ) ( ولا رجعت .. للفاشلين ) .

أن على الحكومة تحقيق مطالب المواطنين وتوفير احتياجاتهم المشروعة ، وان التظاهرات التي عمت اغلب مدن العراق ، ما هي إلا جرس إنذار للفاسدين و سراق المال العام والفاشلين الذين سببوا بدمار البلد ، وجعلوا المواطنين أن يتظاهروا بالمطالبة بحقوقهم من خدمات وتوفير فرص العمل لكل العراقيين بطريقة عادلة بعيدا عن المحاصصة الحزبية ووفق تشريع مجلس الخدمة الوطني لتوفير فرص العمل ، فأن العراقيين متساوون في الحقوق والواجبات . 

لقد هدرت حكومة المالكي الآلاف المليارات الدولارات دون أن تخفف عن معاناة المواطنين ، ودون أن تضع خطط لمعالجة المشكلات رغم الإمكانات الكبيرة التي تتوفر لدى العراق من موازنات انفجارية وانتحارية ونكريه وحراميه ، ولكن كلها ذهبت إلى جيوب الفاسدين ليهربوا بها أو يهربوها خارج البلد .

أن استخفاف الحكومة الاتحادية والحكومات المحلية بمطالب المواطنين وعدم تلبيتها أو التخفيف من معاناتهم ، سيؤدي إلى قرع جرس التغيير نحو اختيار الأشخاص الكفوئين والنزهاء بعيداً عن المحاصصة التي أوصلت الفاسدين والفاشلين إلى قيادة البلد . وبالقدر الذي ندعو فيه المسؤولين أن يتحسسوا معاناة المواطنين عليهم أن يعملوا على تحقيق مطالبهم وسد احتياجاتهم ، وإلا فأن رياح التغيير قد هبة ، وجرس الحساب قد دق ، ومصير الفاسدين والفاشلين قد بان ، فلا تنفع الأموال والأحزاب من أن تمنع من محاسبتكم .

التعليق