اعتمد بعض الصحابة اسلوب منع الحديث عن سنة محمد وكتب التاريخ تذكر كثير من الروايات عن ما قام به الخليفتان الاول والثاني من حرق سنة محمد وكانت العبارة الصادعة حسبنا كتاب الله في يوم رزية الخميس هي الخطوة الاولى لشق المسلمين ، وعندما نتابع الاحداث نجد ان الغاية التي يعمل عليها اتباع الخليفتين وبامر منهما هو منع الاحتكاك مع الذين يوالون عليا .
بعد احداث السقيفة طلب الامام علي من الخليفة الاول ان يحضر الى بيته فسارع المنافقون الى الخليفة الثاني ليمنع اللقاء او للحضور معه ولكنه لم يستطع ذلك لان عليا رفض حضوره فما كان منه الا انتظاره في الطريق ولما التقى به وعلم ما دار بينهما قال له دعك من سحرة بني هاشم .
لما استلم الخلافة الثاني وعندما نصب احد اتباع علي للولاية على الكوفة خرج معه يتمشى خارج المدينة ليملي عليه تعليماته بل اوامره وكان ملخصها عدم الخوض باحاديث السنة بل انه منع البعض من السفر واجبرهم على الاقامة الجبرية خوفا من الاحتكاك بالمسلمين .
ونفس المنهج سار عليه معاوية واتباعه وابو العباس السفاح واتباعه فكانوا يسجنون ويقتلون كل من تثبت عليه موالاة علي بل انهم زادوا في ذلك هي ملاحقة اي شخص يثبت عليه انه يوالي عليا اينما ذهب حتى ولو الى روسيا او المغرب واضرحتهم في تلك المناطق شاهد على خوفهم ومنعهم اي اتصال فكري بين اتباع علي واتباعهم .
الامور كانت تسير على هذه الشاكلة وكان مقدور عليها لدرجة ان التقارب بين الشيعة والسنة في بدايات القرن العشرين واوسطه كانت قمة في الروعة والثقافة والادب ولكن لا ننسى ان هنالك من تاثر بالمذهب الامامي وانتقل اليه ولما كانت وسائل الاعلام غير متطورة ويمكن احتواء مثل هذا الحدث فكانت الهجمة على الشيعة تكاد تكون اقل وطاة من بقية الازمان .
وتطور العالم واصبح الاتصال والالتقاء من الامور السهلة جدا ولايفوتنا ان نذكر ان تشريد العراقيين في شتى اصقاع الارض اصبح وبال عليهم حيث الالتقاء والاحتكاك جعل كتاب مثل المراجعات يلاقي صداُ واسعا اكثر من المرحلة التي طبع ووزع على المكتبات بل انه حديث الساعة حتى هذه الساعة .
نصيحة الوهابية المتكررة هي اجتناب الحديث مع الروافض ويمنعون اتباعهم من الحديث عن التاريخ وتلك امة خلت لها من عملت ومن هذه الخزعبلات بغية الحفاظ على اتباعهم ، وفي المكتبات لا يسمحون ابدا باقتناء اي كتاب شيعي بل حتى لو ان القران طبع بمطبعة شيعية يرفضون دخوله الى مكتباتهم ، على عكس الشيعة التي هي بدات بطباعة كتب البخاري وابن تيمية والالباني وغيره من النواصب وتوفيرها في المكتبات وهذا دليل متانة ورصانة عقائد الشيعة .
الكثير من اتباع الوهابية مثلا يتفاجاون عندما يعلمون ان للنبي بنت اسمها فاطمة ، وكثيرا ما يحاولون افراغ الشعائر الحسينية من محتواه من خلال التمويه لبعض الشعائر واظهارها بمظهر سلبي حتى يستطيعوا من تنفير اتباعهم باعتناق المذهب الامامي .
ايران عندما دعت الى التقارب بعثت بالوفود الى كل بلدان العالم للتقارب وللتيجاني قصة في مصر ماذا فعل به اولاد عبد الباسط عبد الصمد وكيف تم اعتقاله وتعذيبه لانه دعا للتقارب ، في حين على العكس من خطاب الوهابية فملكهم هو من اقترح ان يقام مؤتمر للتقارب قبل اكثر من سنة ، كيف تعاملوا الوهابيون مع هذا المقترح ؟ تعاملوا مع بالنسيان والتغاضي عنه لانه لايصب في مصلحتهم .
بعد عجزهم عن التفريق بين المسلمين لجاوا الى الغاء الاخر جسديا بشتى الوسائل التفجير والتفخيخ واثارة الفتن والحروب لاشغال الراي العام في بلدانهم وعدم الاطلاع على ثقافة الاخرين .
الان الخطاب الوهابي مكرس للدفاع عن نفسه امام الشيعة والطعن بعقائد الشيعة وهو يعجز من ايجاد خطاب اسلامي متطور يواكب التغيرات العصرية بكل مجالاتها من تطور ميداني ومستجدات تشريعية بل لانجد عندهم تحقيق عن مخطوطات اسلامية قديمة كل ما لديه هم ابن حنبل وابن كثير وابن تيمية وابن باز وابن عثيمين وعلى هذه الشاكلة هلم وجرى، كفروا العلمانية فسنحوا لها الفرصة للطعن في الاسلام ولو استطاعوا مناقشة العلمانية مناقشة فكرية لما الت اليه الامور بالنسبة لشريحة كبيرة ومثقفة سعودية في نبذ سياسة دولتها.