عاجل:
مقالات 2011-03-28 03:00 437 0

منظومة الحكم العربي وحتمية التحّول التاريخي

تتصاعد منذ اشهر الانتفاضات في الدول العربية وتنتج مع مرور الايام مخاضات معقدة وصعبة متأتية في المقام الاول من عنت

 تتصاعد منذ اشهر الانتفاضات في الدول العربية وتنتج مع مرور الايام مخاضات معقدة وصعبة متأتية في المقام الاول من عنت الانظمة السياسية العتيقة القائمة التي لم تعد منسجمة مع معطيات العصر ولا متوافقة معه فالعقلية النمطية لثقافة الحكم والسلطة القوموية التي اقامتها ادوات حزبية قد حان زمن افولها وهذه حقيقية تاريخية ، بل ضرورة تاريخية لا يجدي معها التأهيل او الترميم اذ ان التحول التاريخي يفرض نفسه ويأتي بحكم الصيرورة المستمرة بوصفها من سنن الحياة العصية على الكبح ولنا بالمآل الذي آلت إليه الامراطورية الشيوعية شاهدا ودليلا حيث لم تجد نفعا الماكنة العسكرتارية ولا المنظومة الثقافية ولا الثورة التقنية لتحول دون هبوب اعصار التحول التاريخي الذي من اهم اسبابه التضاد المستحدث بين الانسان ومنظومة السلطة التي فقدت القدرة الذاتية على التغيير والتجديد وعلى ذلك فأن انظمة الحكم العربية ، هي الاخرى ، وقعت في مواجهة التحول التاريخي الحتمي . ان فقدان الوعي والاحساس عند انظمة الحكم العربي ازاء التحول التاريخي احدث شرخا مرعبا بين الشعوب العربية وحكوماتها الامر الذي زاد من شدة التضاد بينها وقوة الرفض الشعبي لها وهذا ما يوحي بحصول مسارات خطيرة قد تؤدي الى تقسيمات اقليمية وظهور دول وكانتونات جديدة واختفاء اخرى ، وتلوح في الافق ملامح عصر ما بعد الدولة القوموية وظهور خريطة جديدة في الجزيرة العربية على وجه الخصوص وتجلى ذلك بوضوح بعد غزو السعودية لدولة البحرين وتصاعد الشد الطائفي ذات الصلة بأسس منظومة الحكم العربية الذي يضغط بشدة على الاقليات الشيعية فيها ومخاوف الدول المستهلكة للنفط من النتائج الكارثية لتلك السياسة على النظام الدولي الجديد وما يشكله من خطورة على مصادر الطاقة ويأتي ذلك متوافقا مع عامل مهم وفعال يتجسد في تسارع تنامي الانتاج النفطي العراقي بالتزامن مع تجذير تجربتة الديمقراطية واشاعة حق تمتع الشعوب بحرية الرأي والحياة ومشروعية الانتفاضة ومقبولية المطالبة بالحقوق التي تكفلها الشريعة وتؤيدها القوانين الدولية مع ما اضيف مؤخرا بحق التدخل الدولي في اسقاط الانظمة التي تقمع شعوبها وترتكب جرائم ابادة بحق مواطنيها . ومن حق الشعوب المضطهدة اعلان رفضها للي بوصلة انتصارها وتفريغه من مضمونه التحرري ورفضها للتدخلات التي تهدف الى قمع انتفاضتها ومصادرة حقوقها والهيمنة على مسار الانتفاضة ونتائجها كما حصل في البحرين من جراء الغزو السعودي لها وما هو متوقع من مصادرة ثمار الانتفاضة في مصر وتونس . ومن مظاهر التحول التاريخي مقبولية التدخل الخارجي لصالح الشعوب الواقعة تحت استبداد حكوماتها ومن شواهد ذلك القرار الذي اتخذته الجامعة العربية بخصوص التدخل الدولي في ليبيا ، ولكن من اهم مظاهر التحول هو امساك الشعوب بزمام حق تقرير مصيرها بنفسها دون الحاجة للاحزاب القوموية مع توفر الوسائل الاتصالية عبر التقنيات المجانية الهائلة . والجدير ذكره ان التحول التاريخي الحاصل الان في البلدان العربية افقد اعداء العراق - وهم تحديدا طواقم الحكومات القمعية المكروهة من قبل شعوبها - من اهم مبررات وحجج عدائهم للعملية السياسية العراقية وازاحت كل آمال واحلام رموز النظام البائد بالعودة لممارسة العمل السياسي على وفق التركيبة القوموية السابقة .
ان عدم وعي حكام الانظمة العربية يحقيقة وحتمية التحول التاريخي الذي تشهده بلدانهم يهدد المنطقة بوقوع اوخم الكوارث بحق اقتصاديات الدول العربية وامنها القومي وقد تكون ليبيا وكذلك اليمن من الدول التي يخاف عليها من حروب اهلية وتقسيم وذلك بحكم التركيبة السلطوية المتعنته للحاكمين في الدولتين غير ان الضمانة الاكيدة والمجربة لنجاح الانتفاضات العربية يكمن في ارادة الشعوب صاحبة المصلحة في التغيير والتي خرجت من قيد الاحزاب القوموية الحاكمة وتمكنت من كسر حاجز الرعب التاريخي الذي لازمها عصور طويلة.

التعليق