عاجل:
مقالات 2010-08-24 03:00 1325 0

الدسقولية والحجاب

الحجاب هو احد الامور الاكثر جدلا مع الافكار التي ظهرت مؤخرا والبعض منها مؤطر باطار بعض الاديان السماوية قبل الاسلام

الحجاب هو احد الامور الاكثر جدلا مع الافكار التي ظهرت مؤخرا والبعض منها مؤطر باطار بعض الاديان السماوية قبل الاسلام ، بل وحتى في الدين الاسلامي بدأت تظهر اشكال للحجاب مابين النقاب والعباءة الملونة التي تحدد جسم المراة او غطاء الراس الذي بدأ ياخذ اشكال غريبة غير مالوفة وفي نفس الوقت هنالك من يعتقد ان مجرد غطاء الراس فقط هو الحجاب الشرعي .
الحديث عن الحجاب بشكل عام بعيدا عن اشكاله له تفرعات بالرغم من ان هنالك تجاذبات مع بعض الدول الغربية التي منعت الحجاب وقصد به النقاب وليس الحجاب الاسلامي ـ النقاب هو تغطية الجسد من اعلى الراس الى اخمص القدم بثوب اسود من عدة اجزاء ـ هذا النقاب الذي لم يستند الى نص شرعي وان ارتدائه هو من خيار المراة وليس الالزام وفي الاونة الاخيرة ومع ازدياد الاعمال الارهابية وتخفي الارهابيين من خلال ارتداء نقاب المراة بدأ يثير قلق الغربيين فالدولة التي تمنع النقاب لاغراض امنية قد تكون اسبابه شرعية ولكن عندما يكون المنع هو لانتهاك الشرائع الاسلامية فهذا يعد تجاوز على حريات الغير .
النقاب لا يجوز ارتدائه عند الحج بل يجب ان يكون الوجه والكفين ظاهرين وهذا من وجوبية قبول الحج ، فالاسلام دين الاعتدال وفيما عدا ذلك فهو اجتهادات شخصية .
ولكن المهم هل ان الاسلام هو الوحيد الذي انفرد بالحجاب ؟ قد يكون هو الوحيد في اهتمامه بامر الحجاب ولكن لا يخفى عليكم ان المسيحيين ايضا لديهم نصوص مقدسة بخصوص الحجاب ، في حين نرى اغلب نساء المجتمعات المسيحية لا تبالي بالحجاب بل يظهرن بشكل متعر لا يعلمن ما يجب عليهن بسبب محاولة الايادي الخفية اخفاء النصوص المقدسة بخصوص عفة المراة وصانة كرامتها من خلال الحجاب .
الدسقولية ـ كلمة اصلها يوناني معناها التعاليم ـ هذا الكتاب المقدس كتبت فصوله حوالي سنة 100 ميلادية ، ولها اصل يوناني ، اكتشفت سنة 1873م وهنالك الدسقولية السريانية : كُتبت في شمال سوريا حوالي ستة 250م
الدسقولية لها نصان متشابهان نص أبو اسحق بن فضل الله : واصله القبطي يرجع إلى سنة 936م ونشره الدكتور وليم سليمان سنة 1979م ، وهو مترجم من القبطية الصعيدية سنة 1295
والنص العامي : أي النص السائد ، ونشره حافظ داود سنة 1940م ، وهو مترجم من القبطية سنة 1050م .
جاء في مقدمة الكتاب في الطبعة الاولى ص7 ( تشوق الكثيرون أن يقتنوا ذلك الكتاب الذي اتخذ منذ القديم دستوراً للكنيسة الأرثوذكسية, ولا تزال تعترف به قانوناً لها رغم تعدي الكثيرين على كسر ما جاء به من القوانين والتعاليم.. وحال دون هذه الأمنية نُدرة وجوده وعدم طبعه حتى الوقت الحاضر على الرغم من أنه التالي في كتب الكنيسة للكتاب المُقدس)
من هنا تظهر اهمية هذا الكتاب الذي يحاول البعض اخفائه والشيء الملفت للنظر في الكتاب هو ما يخص الحجاب والمراة فقد جاء في ص27 .... لا تتشبهن بهؤلاء النساء أيتها المسيحيات إذا أردتن ان تكن مؤمنات. اهتمي بزوجك لترضيه وحده. وإذا مشيت في الطريق فغطي رأسك بردائك فإنك إذا تغطيت بعفة تُصانين عن نظر الأشرار. لا تزوقي وجهك الذي خلقه الله. فليس فيه شيء ينقص زينة, لأن كل ما خلقه الله فهو حسن جداً. ولا يحتاج إلى زينة. وما زيد على الحسن فهو يُغير نعمة الخالق .....
وفي مقطع اخر يقول: ( ان اردت ان تكوني مؤمنة ومرضية لله فلا تتزيني لكي تُرضي رجالاً غرباء)
وفي عبارة رائعة اخرى تحذير لمن ترتدي الثياب الخفيفة او الشبه عارية يقول كتاب الدسقولية ( ولا تشتهي لبس المقانع والثياب الخفيفة التي لا تليق إلا بالزانيات ليتبعك الذين يصيدون من تكون هكذا. وان كنت لا تفعلين هذه الافعال القبيحة للخطيئة فانك بتزينك وحده تُدانين, لأنك بذلك تضطرين من يراك ان يتبعك ويشتهيك).
فالحضارة والمدنية الحقة والعلمانية التي تطالب بحقوق المراة فالعفة والحجاب هو من ضروريات تحرر المراة وابعادها عن عبودية الشهوات الجنسية ودليل صيانة كرامة المراة .
بعد هذا نسال لماذا ينظر الى الحجاب من قبل البعض انه تخلف وغمط لحقوق المراة ؟ هنا لا نريد ان نبحث عن الجوانب الاخرى الايجابية للحجاب بل اكتفينا بالاعتماد على النصوص المقدسة للغير لانه افضل في الحجة .

 

التعليق