شبكة الكفيل - ضحايا الهجمات الإرهابيّة في العراق. جاء ذلك خلال لقاء سماحته وفد مركز توثيق الجرائم الإرهابية في الأمم المتّحدة، برئاسة المستشار الخاصّ للأمين العام للمنظّمة الدوليّة ومدير المركز السيد كريستيان ريتشارد. وقال السيد الصافي إن "الجانب العلميّ بما يتعلّق بجرائم داعش الإرهابي وقبلها القاعدة كتسلسلٍ تاريخيّ، مهمٌّ لمعرفة ما الذي أنتج هذه الجرائم، وهو يعتمد على مجموعة من وسائل البحث المتوفرة عند البعض وغير متوفرة عند الآخر، داعياً لتعويض ذوي ضحايا الهجمات الإرهابيّة في العراق" ومؤكداً على "اهمية الدور الذي يجب ان تؤدية الامم المتحدة بما يتعلق بهذا الشأن" . وأضاف إننا "نعاني من أن الكثير من مشكلات البلد خلال عمر الدولة الحديثة في قرن من الزمن، مرّت دون الوقوف عندها وقفة الموثّق لها، وهذا جعلنا نخسر الكثير من البرهنة على الحقائق؛ ما أنتج تشويهاً لحقيقة البلد لأنّ غير العراقيّين كتبوا عن العراق، وهذا أعطى صورةً غير واقعيّة". وأكّد السيد المتولّي الشرعيّ أنّ هناك "تراثاً ضخماً جدّاً، لكنّ المشكلات السياسيّة التي عانى منها العراق والتقلّبات القديمة، جعلت توثيقنا محدوداً في أروقتنا"، لافتاً إلى أنه "حتى بعض من أراد أن يعرف الحقيقة لم يكن منصفاً للأسف، وأظهر الحقائق وفق قراءته الخاصّة للتاريخ". واستعرض السيد الصافي دور المرجعيّة الدينيّة في النجف الأشرف خلال قرون، في إيجاد الحلول للصراعات وإطفاء نيران الخلافات، وصولاً إلى جريمة تفجير مرقد الإمامين العسكريّين(عليهما السلام) في سامراء، إذ أصدر سماحة المرجع الدينيّ الأعلى السيد علي السيستاني(دام ظلّه) بياناً أكّد فيه على ضبط النفس، وعدم الانجرار إلى تصرّفات غير منضبطة على الرغم من فداحة الجريمة، لكن هذا المفصل مرّ على التاريخ مرور الكرام على الرغم من أهمّيته في إعطاء البلاد رؤيةً جديدة في فهم كيف تُدار الصراعات". وشدّد على ضرورة تسجيل وأرشفة الوثائق التي تدين عصابات داعش الارهابية ومن ورائها، متسائلاً عن إمكانيّة منظّمة الأمم المتّحدة في إدانة مَن كان وراء التنظيم الإرهابيّ ومصادر تمويله بالسلاح وأجهزة الاتّصالات القويّة وغيرها، وساعد على احتلال ثلث العراق، فإن لم تظهر الحقائق اليوم ستظهر غداً. وتابع سماحته بالقول "لو سلّمنا أنّ فريق الأمم المتّحدة استطاع أن يشخّص مَن كان يدعم داعش، هل هناك إلزام على هذه الجهات أن تعوّض الجرحى والشهداء الذين استشهدوا؟ ونحن نعلم أنّ داعش ليست دولة بالمعنى المعروف كي تُحاسَب، وبالنتيجة فإنّ دماء الضحايا ستذهب دون تعويض، لذا نريد أن ندين مَن دعَم التنظيم أمام المحافل العالميّة، والتأكيد على تعويض أهالي الضحايا والجرحى". من جهته قدّم رئيس الوفد الأممي شكره لسماحة السيد أحمد الصافي على حفاوة الاستقبال، مسجّلاً إعجابه بـ"الكلمات الملهمة" لسماحته. وقال السيد كريستين ريتشارد إنه جرى الحديث مع السيد الصافي حول الجرائم التي ارتُكِبت من قبل عصابات داعش الإرهابية، واتّفقنا على تبادل الزيارات لبحث توثيق الجرائم التي ارتُكِبت في العراق. وعملت العتبة العبّاسية المقدّسة على توثيق جرائم التطرّف والإرهاب في العراق، عبر إصدار الموسوعات التي توضّح هذه الجرائم، مثل موسوعة فتوى الدفاع الكفائي وموسوعة خاصّة بجريمة ما يُعرف بـ"قاعدة سبايكر".