عاجل:
مقالات 2015-08-02 03:00 923 0

تظاهرة .. القطارات

لقد كفل الدستور العراقي التظاهرات السلمية المشروعة ، ولم يكفل أي تظاهرات تدعو إلى الإضرار بمصالح المواطنين والمصالح العامة . وتنص المادة الـ 38 من الدستور

المقالات المنشورة تعبر عن وجهة نظر أصحابها ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع

لقد كفل الدستور العراقي التظاهرات السلمية المشروعة ، ولم يكفل أي تظاهرات تدعو إلى الإضرار بمصالح المواطنين والمصالح العامة . وتنص المادة الـ 38 من الدستور العراقي الحالي انه تكفل الدولة بما لا يخل بالنظام العام والآداب أولاً حرية التعبير عن الرأي بكل الوسائل . نحن مع التظاهرات التي تطالب بالحقوق المشروعة للمتظاهرين ، وليس مع التظاهرات التي تقف وراءها أجندات سياسية الهدف منها زعزعت الأمن ، وحدوث أضرار بمصالح المواطنين والمصالح العامة وبالنظام العام والآداب . لقد تظاهر عمال وموظفو الشركة العامة للسكك الحديد في بغداد والبصرة احتجاجاً على إيقاف صرف رواتبهم وتحويلهم على نظام التمويل الذاتي، حيث نفذ المتظاهرون اعتصاما وقاموا بقطع العديد من الشوارع الرئيسة شمالي بغداد وغربها بعربات القطار وكذلك في البصرة .

أن استخدام القاطرات لقطع الطرق ظاهرة جديدة على المجتمع العراقي والتي يرفضها رفضاً قاطعا لأنها تؤسس إلى مواقف مشابهة مستقبلا ، فقد تتأخر مخصصات أو رواتب عمال وموظفي إسالة الماء أو محطات الطاقة الكهربائية أو العاملين في قطاع الصحة أو في قطاع القوات المسلحة فان ذلك يسبب كارثة على المجتمع العراقي . ما حدث في تظاهرة السكك قد يكون أمراً مدبراً ، فقد سبب في الإخلال بالنظام العام من خلال تحريك قطاران لقطع الطرق الرئيسية وهذه مخالفة قانونية يحاسب عليها القانون ، والغريب بالأمر أن مطالب المتظاهرين لا علاقة لها بالرواتب مطلقا . أن ما حدث في تظاهرة القطارات قد تقف وراءه جهات سياسية تريد خلق البلبلة والفوضى وإزعاج المواطنين والإخلال بالنظام العام والآداب والتغطية على فشلها بتقديم الخدمة على مدى ثمان السنوات الماضية ، وإحراج الحكومة في هذا الظرف الصعب الذي يمر به البلد .

ففي الوقت الذي يجب أن تتكاتف جميع القوى السياسية لعبور هذه المرحلة المحرجة التي سببتها السياسات الخاطئة للحكومة السابقة ، فأننا نجد بعض الكتل السياسية الفاشلة تتصيد في الماء العكر عسى أن تخلق فوضى هنا أو هناك من خلال تحريك بعض العناصر المشبوهة التابعة لها بزعزعة النظام وخلق فوضى .

أن ما حصل من قطع الطرق بالقطارات من قبل عدد من سواق القطارات من أجل التضامن مع المتظاهرين سبب كثير من الإزعاج لدى المواطن البغدادي الذي بقى في ساعات الحر اللاهب وارتفاع درجات الحرارة إلى 50 درجة مئوية ينتظر لعدة ساعات أن يفتح الطريق له . أن حقوق المواطن يجب أن تكفلها الدولة وتقديمها له بالموعد المحدد لها ، ولكن قد تحدث بعض الإجراءات ليس بموعدها المناسبة فان ذلك لا يؤدي إلى استخدم أموال الدولة ( القطارات ) في قطع الطرق والإخلال بالنظام ، وقد يؤدي مستقبلا للتظاهر ( بالدبابات ) .

التعليق