الوداع الوداع يا شهر رمضان,....
الوداع الوداع يا شهر القيام......
الوداع الوداع يا شهر تلاوة القرآن......
ونحن نودع هذه الايام شهر الرحمة والمغفرة , هذا الشهر الذي يعتبر مدرسة لتهذيب الأخلاق والسلوك، والمسلم الواعي هو الذي يستطيع أن يستثمر الأخطاء التي تقع أمامه استثماراً صحيحاً فيجعلها له لا عليه، وذلك من خلال عفوه وصفحه عمن أخطأ عليه لأن الصائم متلبس بعبادة من أجل العبادات فلا يتناسب والحال هذه أن يجهل أو يحمق كما يفعل الجاهلون.
ومن اشد الابتلاءات التي ابتلي بها الانسان هو ابتلاء الغيبة التي اصبحت اليوم فاكهة المجالس حتى في شهر رمضان المبارك , فقد رُوِيَ عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ( عليه السَّلام ) أنهُ قَالَ :
رَسُولُ اللَّهِ ( ص ) : ( أَلَا وَ مَنْ تَطَوَّلَ عَلَى أَخِيهِ فِي غِيبَةٍ سَمِعَهَا فِيهِ فِي مَجْلِسٍ ، فَرَدَّهَا عَنْهُ ، رَدَّ اللَّهُ عَنْهُ أَلْفَ بَابٍ مِنَ الشَّرِّ فِي الدُّنْيَا وَ الْآخِرَةِ ، فَإِنْ هُوَ لَمْ يَرُدَّهَا وَ هُوَ قَادِرٌ عَلَى رَدِّهَا ، كَانَ عَلَيْهِ كَوِزْرِ مَنِ اغْتَابَهُ سَبْعِينَ مَرَّةً ).
وعن ابي عبد الله الصادق (ع) قَالَ :
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ( ص ) : ( الصَّائِمُ فِي عِبَادَةٍ وَ إِنْ كَانَ عَلَى فِرَاشِهِ ، مَا لَمْ يَغْتَبْ مُسْلِما)ً.
لذا يجب علينا ان نتدارك انفسنا في هذا الامر, فالانسان الذي لم يستطع في شهر رمضان أن ينال الغفران الإلهي هو المحروم الواقعي والحقيقي من مائدة الكريم.
لذا فأن أعظم درس في شهر رمضان هو بناء الذات، والخطوة الأولى والمهمة في طريق بناء الذات هي أن ينظر المرء إلى نفسه وأخلاقه وسلوكه نظرة انتقاد فيرى عيوبه بدقة ووضوح، ثم يسعى للخلاص منها؛ وهذا أمر يمكننا إنجازه، فهو تكليف ملقى على عواتقنا.
اللهم إنا نسألك بحق محمد وآل محمد أن تجعلنا ممن أخلص لك الصيام، ووفّقنا لبلوغ الدرجات العليا للصيام، ومنّ علينا بجميع البركات التي جعلتها لهذه الفريضة
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ