لا اعني أنّ الإثنين هم الوحيدان اللـذان يرقصان في حفلة من دون مشاهدين بل أبرز هولاء الراقصين. فما هي منطقة إنعدام الوزن؟ ولماذا يرقص هولاء هناك؟. لقد كشف سقوط النظام العراقي عن حالة من النرجسية والطموحات عند بعض الأشخاص تفوق قابلياتهم ومواقعهم لـذلك بدأ تحركهم خلال ست سنين مضت نشازاً حتى أنه يخال لك أنك تسمع موسيقى ألفها طفل عمرة بضعة أيام.!! فقد تنقلت طموحات الدباغ من قبل السقوط حيث روج لإنتاج فلم عن الحسين (ع) وفي بداية إرهاصات السقوط إعتبر نفسه متخصصاً بشؤون المرجعيات وأكاد أجزم أنه لم يقرأ ولو كتاباً واحداً عن تاٍريخ نشأة المرجعية ثم عاد لنراه متحدثاً بإسم الحكومة وإذا به يتحدث أحياناً وتخاله لسان حاله ثم نسمع فجاءة إشاعات عن ترشحه لمنصب اللجنة الأولمبية وأخرى أنه مرشح سفيراً في الخارجية ناهيك عن الإنفصال في تجمع الكفاءات وإذا كنا نفهم أنه يريد أن يطمئن على منصب جديد حالما تنتهي ولاية المالكي الحالية.كل هـذه القفزات المرتبكة أعطت إنطباعاً أن الرجل لم يستقر به فرسه على مربط لكي تتضح معالم شخصيته السياسية فهو إن عُدّ السياسيون فلا يُعتبر منهم وإن عدّ أهل الخبرة والإستشارة فهو أحوج للإستشارة من غيره . ونصيحة لله إذا أرد أن يضرب وتداً في عالم السياسة فعليه أن لا يكون كثير التنقل بين المحطات والكتل .إن سبب هـذا التخبط الواضح هو أنه لا يعرف ما يريد. وللأسف فإن ما يقدمه الكثرة من البرلمانيين والسياسيين لأنفسهم أكثر بكثير مما يقدموه للشعب إذا قدموا له شيئاً فعلاً!!.
البارحة مرة أخرى (حسب ما نقلته جريدة الصباح الجديد لإسماعيل زاير تحت عنوان مثير عن تأزم العلاقات في الإئتلاف) فقد إختصر الزاير الإئتلاف بشخص سامي العسكري والـذي وفق الجريدة هاجم أعضاء المجلس والفضيلة لأنهم تركوا القاعة عند التصويت على ميزانية للكهرباء وأتهم الخاسرين بالإنتخابات المحلية بإحراج الحكومة.ولا أظن بأن الزاير لا يعرف شخصية العسكري ولكن الزاير مرتبط بمخطط ربما دولي لإسقاط الإئتلاف وربما الدفع بالدولار. فالسيد العسكري هـذا دأبه فهو قنبلة من دون مسمار أمان وهو عقدته الأولى والأخيرة المجلس حتى يُخال إلي أنه يحلم بكوابيس أن المجلسيين يخنقونه فيستيقظ ليقول: المجلس الأعلى.
وحتى في رسالته الشهيرة والتي وقعها بإسمه والتي أرسلها عام 1996م الى الشيخ الآصفي حفظه الله وقد شنّ بها هجوماً عليه لا يدل على الـذوق والأدب وفي كل سطر يرد فيها كلمة المجلس وهو حطيئة عصره فلا أخاله في المستقبل القريب إلا ويشن هجوماً على المالكي ومن ثم لا يجد أحداً يهاجمه فيهاجم نفسه.وقيل أن طموحه الآن هو سفير في لندن وأسأله هل هـذا طموح الثائرين المضحين. لقد نفض الناس أيديهم من أن يُصلح حاله ونفسه المتأزمة وهو شبيه بصلاح سالم أحد ضباط الإنقلاب في مصر عصبي الى حد الجنون في مواقفه فاشل سياسياً ورط مصر بكثير من المشاكل عندما إستلم ملف السودان.فهل يصلح مثل السيد العسكري أن يمسك بملف ما وهو ثائر من بقايا صقور لندن التي فشلت في كل الميادين. هل سيرفع الراية البيضاء ويعتزل السياسة ! أم أن لسان حالة لسان صاحب الجنتين في الغرور والعنجهية. والمشكلة الأعداء حولنا وهم قريبون من تحقيق أهدافهم وصاحبنا ليس في قاموسه غير المجلس والمجلس فقط!! وأحسب أن ملك الموت إذا جاءه فله جواب واحد عن كل أسالته: المجلس!! شافاه الله وعافاه!!.