المظاهرات في مصر لم تولد بين ليلة وضحها ولكنها كانت محتقنة في النفوس منذ ان تسلط على الحكم مبارك وكان على وشك ان يجعلها ال مبارك وعبر كل الخطابات التي كان يلقيها هذا الرجل منذ ان ازاح السادات وتربع على العرش تدل على نفاقه وانه يعمل عكس ما يقول وقد اذاق الشعب الويلات ، ساعة الانفجار كانت كامنة في النفس ولكنها تحررت في ميدان التحرير.
ماذا يتوقع مبارك هل انه سينتصر؟ ونفرض جدلا انه انتصر فهل له كرامة بالبقاء على الكرسي ؟ ولو بقي وطبقا لعهوده بانه سوف لن يرشح نفسه لدورة اخرى واطال الله بعمره ولم يرشح نفسه اين سيعيش هل سيكون مواطن عادي كما هي عليه الدول الاوربية ؟ ام انه يختار احدى منتجعاته التي اشتراها من المال العام ليفر اليها ؟
ومهما يكن الامر فان ملامح ان يكون تشاوشيسكو العرب اعتقد انها الاقرب للتحقيق اذا ما بقي الوضع على ماهو عليه ، طاغية رومانيا لم يستطع 50 الف عنصر من حمايته عندما ثار شعبه وقتل شر قتلة ، نيكولاي تشاوشسكو من كبار الطغاة في العالم ، كان يحكم رومانيا حكماً فردياً ديكتاتورياً ، حتى إذا سافر من البلد تسلمت زوجته مقاليد الأمور ، أما إذا سافرت معه ، فيتسلم ولده زمام الأمور ... هكذا ببساطة رومانيا كلها في ( زجاجة ) بيد نيكولاي وزوجته وولده ....،ما الفرق بينه وبين مارك فقط المصير الذي يستحقه مبارك ليكن صورة طبق الاصل واعلم كما كان الخلفاء من اسلافك فانهم قبروا ولا اثر لهم ولا لقبورهم.
الميزة في هذه المظاهرات ان هنالك مظاهرات فضائية عجيبة فهنالك فضائيات ما كان يتابعها المشاهد واذا هي تعلن تاييدها للمتظاهرين من خلال تضامنها مع الجزيرة في بث الاحداث على عكس فضائيتين تمتدح مبارك وهذه النسبة هي نفسها نسبة المتظاهرين الى المؤيدين في مصر .
بقي ان يعلم الشعب المصري امر في غاية الاهمية انهم عندما يطالبون برحيل مبارك فان مبارك لديه اداة قمعية رهيبة هي التي تسلطت على الشعب اكثر منه بدليل عند علاجه في المانيا هم من اداروا البلاد مع سوزان وجمال، من خلال اللقاء مع المتظاهرين وعن عدم استجابتهم للانسحاب ذكروا انه اذا انسحبوا سيعدمهم مبارك ، هذه دلالة على الجهاز الاستخباراتي القمعي القوي الذي يتمتع به مبارك ، فاذا ما رحل مبارك فاعلموا انهم كما في العراق فانهم سيتحولون الى حيوانات متوحشة تبطش بالشعب المصري من خلال العمليات الارهابية التي يرتكبوها بحق الابرياء .لدينا اجتثاث البعث وستحتاجون الى اجتثاث الوطني والرقم الجميل ان طاغية العراق سقط بعد 35 سنة والشعب المصري يقول كفاية 35 سنة من تسلط حزب مبارك والقذافي اطمأن لانه تجاوز الرقم المشؤوم بالنسبة للحكام اما البقية فانهم يعدون العدة لذلك .