نبقى ندور بين المولدة والوطني والتموينية وبورصة سعر الامبير ، وانا اراجع يومي الذي انقضى ليلا قبل النوم فتمل الوسادة من مراجعاتي لتكرارها ولكنني في بعض الاحيان احاكي روحي كالمجنون واحيان اخرى اكظم غيظي ولكني الان اكتب كلماتي هذه فكظم الغيظ في حالات معينة يصبح سلبي على صاحبه .
تعسا لحياتي التي انقضت بين الفرار من عذاب الطاغية قبل السقوط واللجوء الى مصاعب الحياة بعد السقوط ، في احياء كثيرة ومنها حينا حيث قمنا باقتطاع جزء من رزق عيالنا لتوفير الخدمات الاساسية للحي التي هي ليست من مسؤوليتنا فصدقوني وفرنا مستلزمات الماء والكهرباء وليس الماء والكهرباء وحتى المجاري واضيف الى ذلك قمنا بجمع ( الاكرامية ) حتى نتكمن من اكساء شوارعنا بمادة السبيس ، وقمنا بتصنيع محلي لاعمدة الكهرباء ونصبناها في الزقاق الرئيسي نصبناها حتى نربط عليها اسلاك المولدة التي تعطل اسبوع في الشهر وعندما نقول له لماذا يقول ( الي ميعجبه يشيل خطه ) هذا المنطق الذي نتعامل معه ، قلت له لا ولكن طالما ان المولدة توقفت ثلاثة ايام يكون تسديد الاجور بعد ثلاثة ايام من الاستحقاق فيقول ( هذا الحجي مي صرف لي )، اذن كذلك جواب وزارة الكهرباء الي ميعجبة لا يربط على الوطني !!!!
مرت عليّ ثلاثة ايام تعسا لها كيف مرت ، هل تصدقون بسبب الكهرباء والمولدة لم اشرب نصف قدح ماء بارد ؟ هل تصدقون ان وجبة العشاء كانت خمسة افخاذ دجاج سالت زوجتي ما الخبر قالت خوفا من تلفها لان الكهرباء قطعت والمولدة عاطلة والثلاجة اصبحت كنتور.هل تصدقون جلسنا ليلا وسط الجو المغبر الذي منعنا من النوم على السطح هروبا من الحر ، والنوم يصارع الحر واجسادنا تتقلب على طبقة من نار .
ويالها من فترة عصيبة انها فترة الامتحانات وهذا جزاء الحكومة لابنائها الطلبة اقول لولدي ادرس حتى تنجح اجابني وفر لي الكهرباء وانا انجح ، اشكو لمن هذا الحال ولست الوحيد بل انها اصبحت حالة عامة .