بعد هذا الابتلاء الصغير جدا ، والمتسبب له لايكاد ان يرى بالعين المجردة ، بل هو يحتاج الى مجاهر طبية متخصصة يمكنها تحديد موقعه فقط دون معرفة مكوناته .
ألا يجدر بالعالم ان يكون اكثر اماناً واستقراراً ، ألا يمكن للدول التي تسمي نفسها دولاً عظمى ان تتصاغر وتتخلى عن كبريائها وطغيانها ، وتكون دولاً عظمى بعطائها ومنحها الخير بدل ارسال الشر الى الدول الاخرى ، ألا حان الوقت لتوقف مصانع الاسلحة تجاربها وتطويرها اليومي لمختلف الاسلحة التي تحاول وتهدد بها بأبادة الشعوب ، فهل ياترى للاسلحة النووية الان دوراً امام فيروس كورونا الذي يحتاج الى الاف المكبرات ليمكنهم من تحديد موقعه فقط ، والذي الان اوقف العالم بأسره وشل الحياة بأكملها وكبد الاسواق العالمية مليارات الاموال من الخسائر اليومية .
فهل فكر العلماء يوما ان المتسبب بهلاك العالم كائن لايرونه ، فدائماً ما تفكر العقول ان يكون العدو الحقيقي للعالم هو كائن قادم من الفضاء ، ويصنع الخيال العلمي منه وحشاً ضخماً يبيد العالم بحجمه المهوّل .
لكن تبقى ارادة الله سبحانه وتعالى هي الاعلم والاقوى من كل الارادات البشرية ، فكائن صغير جدا اذل كبرياء وغطرسة الدول العظمى ، كما اذل النمرود من قبل وقهر انانيته وتعاليه بذبابة حولته الى كائن حقير يصرخ في الليل والنهار ، ويطلب المساعدة التي عجز الجميع ان يقدمها له على الرغم من مايملك من الجاه والاموال لكنها وقفت عاجزة من انقاذه ، كذلك ماتفعله الدول المتكبرة الان وهي تقف عاجزة عن انقاذ شعوبها من الابادات اليومية التي يسببها كورونا .
فتلك ارادة الله ان شاءت لايمكن ان توقفها تطورات وتكنلوجيا واسلحة الدول العظمى والشيء الوحيد الذي يستطيع ان يوقفها ، هو اعمال الخير التي تقدمونها وتسعون فيها مع بعضكم البعض عندها سيكون الله معكم فتنتصرون .
احمد كامل عودة