العمل المؤسساتي يعني العمل المنظم الذي يستند الى منظومة قيم، في مقدمتها قوننته وإستناده على الإرادة الشعبية، ويسعى الى انجاز مجموعة اهداف واضحة، إذ أن العمل في مناطق الفراغ القانوني والشعبي يسهم في شيوع المخرجات غير الاصولية، مثلما حصل قبل الآن من إرتجال، والعمل المؤسساتي هو الذي تكون فيه مرجعية القرار عبر الاطار الجماعي المنظم، حيث يعرف كل فرد في (مؤسسة الدولة) واجبه بدقة، يثاب إن أنجزه بوقته المحدد ونوعه الصحيح، ويحاسب إن خرج عن هذا المفهوم، وفيه الجميع يعملون أكثر مما يتحدثون، يعملون بلا منة، لأنهم يدركون أنهم لا يمكن أن يحيون بلا عمل، وفيه الأجور على قدر العمل لا على قدر المراكز الفارغة والألقاب الطنانة، و خلافا للتصورالسطحي فإن العمل المؤسساتي لا تتركز فيه سعة سطوة الدولة في كل الاتجاهات والمجالات الاجتماعية في اطار مشروع شمولي تتنفس من خلاله الهويات والولاءات دون الوطنية، كما أنه يحرر المؤسسات من أدائها التقليدي، وخارج العمل المؤسساتي يحدث الطغيان الكبير لدور الدولة مما يؤدي الى غياب الديمقراطية السياسية الحقة، وخارجه ايضا تطغى كل اشكال الفردانية والشخصنة والاحتكارية التي تعني التعثر والتوقف عن العمل عاجلا ام آجلا.. وبغض النظر عن النتائج، فإن ما صنعه شعبنا منذ زوال صنم بغداد هو في صميم بناء دولة المؤسسات، ومثلما قاتل شعبنا للوصول الى هذه المرحلة المتقدمة التي أبهرت العالم، فإنه سيدافع عن ما أنجزه بضراوة خبرها أعداءه من قبل وسيكون المحك أنتخابات مجلس النواب في أوائل لعام القادم ، وبيننا وبين ذلك الحين شمرة عصا...أما محاولة عرقلة المسيرة من قبل منرضعوا من أثداءالبعث وفلسفة نظام دولة الفرد التي حكمت العراق لأربع عشر قرنا فهي محاولة خارج منطق التاريخ وسياقه ولن يكتب لها النجاح قطعا، وأذا ما تاتى لمن سلكوها أن يحصلوا على منافع شخصية ومكاسب فئوية في مرحلة أختلطت فيها الأوراق وأضطربت فيها ملامح المشهد،
فهذا أمر لن يكون بالأمكان أعادة انتاجه مجددا، مثلما لن يكون بالمكان أعادة أنتاج بطل الفيلم مجددا، فسيناريو وقصة الغد ليسا مثل سيناريو وقصة الأمسن الغد للعراقيين بما همعراقيين، الغد للرأي الي يمثل أكثرية العراقيين، ولعبة التوازن الوطني والتوافق السياسي نلعبة بائسة صبت وتصب في خانة قوى الماضينوه قوى تري لشعبنا أن يعود الى حيث تنتمي .زالى الماض بكل سوءله وقيحه وجبروت طغمه الحاكمة التي زرعت في اجسادنا مخالبها، طغمة عبأت الفكر والتاريخ لصالح نظرية أن نموت في سبيل الوطن وأختصرت الوطن بها تحت شعار (الله ..الوطن..القائد) وحشرت لفظ الجلالة بكل أسفاف تمويها، إن شعبنا وبوضوح شديد يريد أن يعيش من اجل الوطن، ومع السف الشديد وجود شخصيات في دائرة فعل مستقبل الشعب العراقي كطارق الهاشمي لن يؤدي بنا الى هذا المآل....