مقالات
2014-07-26 03:00
660
اثبت المالكي خلال سنين حكمه بانه لا يفقه شيء بالسياسة الخارجية فلم يخرج بعلاقاته الخارجية الى افق تعاون متين ابعد من امريكا وايران. العلاقة مع امريكا انحسرت بشكل كبير جدا فيما بعد خروج الجيش الامريكي من العراق واصبحت لا تمثل علاقة استراتيجية قوية، اما ايران فهي بظل الحصار العالمي المفروض عليها حتى الان لا يمكن الاعتماد والتعويل عليه كثيرا.المالكي لم يتمكن من التاسيس الى وفود مفاوضة سياسية قوية وفعالة وتمتلك رؤية واقعية ناضجة للمستقبل ولم يعرف كيف يتعامل مع الازمات باسلوب استراتيجي لغرض الخروج باقل خسارة واكتفى بعناده المهول المدمر لكل العراق. ان العراق اليوم على شفا حفرة والمالكي رغم وطنيته وكل النجاحات التي حققها فشل في تحقيق الامن والاستقرار للبلاد. ففي ازمة الموصل الاخيرة لم نرى منه تحرك سياسي فعال وجريء لغرض ايجاد السبل الواقعية الكفيلة بالخروج من المازق وانقاذ ما يمكن انقاذه. لم نراه يقدم على عمل جريء في السياسية الخارجية لم يتقدم بخطوة دبلماسية الى تركيا لبيان افق التوحد بالرؤية لايجاد ارضية تعاون حقيقية. لم نراه يتعامل بحنكة سياسية ويتصل بالسيد مسعود البرزاني والقادة الكرد لغرض تقليل الخسائر والاتفاق والتنسيق معهم لارسال قوات البيشمركة الى مدينة تلعفر والمدن والقرى الشيعية التركمانية الاخرى لحماية اهلها من الارهاب ولمنع تهجيرهم. ان تهجير اكثر من 300 الف مواطنامر مؤلم ومكلفللدولة العراقية. لم يعمل المالكي من اجل ذلكشيء يذكر واستمر بعناده وكلماته الهجومية على هذا وذاك.لم نرى منه اي مبادرة طيبة في توحيد الصف الشيعي بجمع قادة البيت الشيعي للخروج برؤية موحدة فيما كان وفيما يتوجب وفيما سيكون في حالة التجزئة وماهي مقومات الاقليم الشيعي وكيفية حفظ امنه وحدوده، وكل ما فعله هو تمسكه العنيد بالحصول على الولاية الثالثة رغم انف الجميع معتمدا على ثقل قائمته والتي لا يجرؤ اي احد منهم على ان يتفوه بكلمة لا يريدها المالكي ولم نرى اي من اعضاء قائمته يمتلك شجاعة ليرشح شخصا اخر غير المالكي.
كنا نتمنى من المالكي ان يعمل على ان يكون زعيم الاقليم الشيعي ويترك رئاسة الوزراء في الولاية ثالثة. لان رئاسة الوزارء القادمة ستكون بالتاكيد رئاسة وزراء شرفية لا قيمة لها بوجود ثلاث اقاليم فديرالية او كون-فيدرالية. ان الاهم اليوم هو حفظ حدود المكون الشيعي وحفظ امنه وسيادته وكما فعل السيد مسعود البرزاني في حفظ حدود اقليم كردستان. لم نرى المالكي تقدم بخطوات شجاعة للاتصال بالاطراف السنية لا المعتدلة ولا المتعصبة لغرض وضع النقاط على الحروف والخروج براي سديد افضل من العداء والاستعدء الاعلامي، وايجاد ارضية مناسبة للعمل عليها من اجل تحرير المناطق السنية من الارهاب والتعصب.ان كل ما فعله ويفعله المالكي اعتماده على مجموعة من التصريحات النارية التي تثير الاطراف وتجعلها في حالة من الرفض والاستعداء وتزيد من الطين بله ويعتمد على مجموعة من الملسونين في الاعلام وكان المعركة هي معركة كلام واعلام فقط. ان المعركة اليوم معركة وجود معركة اكبر من ان يخرج في فضائية هنا وهناك برلماني او برلمانية ليدافعوا عن المالكي الذي اصبح حلمه الوحيد ان يبقى في السلطة وكانه لا يوجد في العراق غيره لانقاذ البلد. رغم انه حتى الان عاجز وكل ما يفعله يضحي بالابرياء ويزيد المشاكل، ان الاون لان يفهم قادة التحالف بان الحل يكمن في التوجه باتجاهين اساسيين معا للوصول بالعراق الى الاستقرار الشامل:
الاتجاه الاول: هو السياسية خارجية ومحاولة فهم ما يجري لنرى ماذا تريد امريكا لكي يتم تقليل الخسارة في الخطوات العملية على ارض الواقع. وهل ان امريكا تريد تغيير خارطة الشرق الاوسط وتغيير حدود سايسكس بيكو المشؤومة؟ وما هي رؤيتها الجديدة للمنطقة؟كما ويجب ان بتح قنوات اتصال سياسية مع تركيا: لفهم ماذا تريد تركيا؟ وكيف يمكن ان تصبح تركيا حليف وليس عدوا وما هي مصالح تركيا؟ هل ان تركيا لديها رغبة في الحصول على جزء من كركوك وصلاح الدين والموصل وهل النجيفي والهاشمي متفقين مع تركيا على ذلك، على ان يصبح هذا الجزء المستقطع من الاقليم السني اقليم ملحق بتركيا وذو حكم ذاتي برئاسة النجيفي او الهاشمي؟ وهل امريكا وعدت تركيا بشيء ما؟ وهل هذه المناطق ذات اهمية استراتيجية للاقليم الشيعي والكردي العراقي ام انها تستنزف جزءا من ثروات الجنوب فقط؟ ان مسالة المياه مهمة جدا لكل العراق ومياه دجلة والفرات منابعها تركية اي ان الموصل وصلاح الدين لا يمكن ان يكون لهم دور كبير في تعطيش الجنوب في حالة التفاهم الواقعي والمنطقي مع تركيا وتغيير خارطة سايكس بيكو. اذن يجب ان يكون هناك تفاهم واتفاقية رسمية مع تركيا فيما يخص المياه والتفاهم معها فيما يخدم البلدين ولا يؤدي الى اندلاع صراعات مؤلمة بين البلدين. ويجب فهم ماذا تريد السعودية عبر فتح قنوات اتصال سياسي صريحة وشفافة وهل يمكن الاتفاق معها باطار تعاون امني واستراتيجي لازالة كل اثار التكفير والارهاب ومنع تمويله ومحاربة المحرضين عليه في كلا البلدين وان يكون ذلك من منطلق القوة والدعم الاقليمي والعالمي. وماذا تريد ايران؟ يجب كشف كل الاوراق ويجب ان نفهم ان العراق الهزيل الحالي لا يمكن ان يستمر هكذا بدون حل واقعي وشجاع.
الاتجاه الثاني: هو التوجه السياسي الداخلي والبداية بالتاكيد يجب ان تكون مع المكون الاكبر وهو المكون الشيعي وذلك بتوحيده وجعله يدرك حجم الماساة وما قد ينجم في حالة عدم تماسك التحالف الوطني الشيعي وفق اسس وطنية تحمي المكون الشيعي ضمن العراق الفيدرالي. ان توحد الكتل الشيعية سيمهد لارضية مناسبة للتفاوض مع الشركاء في الوطن من الكرد والسنة والتركمان.هذا يجب ان يتم وفق رؤية ناضجة بعيدة المدى لرسم معالم حدود الاقاليم العراقية الثلاثة ومنع الانجراف في حروب دموية مستمرة. واتخاذ الاجراءات المناسبة في حالة تغيير خارطة حدود سايكس بيكو في الشرق الاوسط وما سيفرضه ذلك من ازمات اقليمية ومحلية. ان تبلور الرؤى الداخلية وانسجامها سوف يمهد لتشكيل حكومة فيدرالية رشيقة تجمع ثلاث فيدراليات قوية ولها وزارات محلية فعالة وتشكيل مناطق حكم ذاتي للتركمان ضمن الاقليم الكردي او الشيعي، وبعد الاتفاق على حدود الاقاليم الثلاثة، يجب ان يعمل على تشكيل جيش الاقليم الشيعي وجيش الاقليم السني كجيوش ذات عقيدة مشابه لقوات البيشمركة ليقوم كل منهما بحماية حدود العراق وحدود اقاليمهم.