قبل البدء في الموضوع لابد أن أنبه أني أتحدث بموضوع في غاية من الأهمية والحساسية موضوعنا يتلخص بالحفاظ على الدم العراقي الطاهر الذي يُسفك من سنوات طوال والذي دفعني أن اكتب هذه المقال بعد انقطاع هو تلك الدماء العزيزة والغزيرة التي أريقت بحقد وبغض للإنسان العراقي وهذه الجرائم فيها فاعل وضحية ومسؤول والفاعل صرح عن نفسه دون خجل ولا خوف ولا استحياء حينما تبنت دولة العراق اللإسلامية المرتبطة بالقاعدة أنها وراء الجريمة والضحية هم المواطنون العراقيون ومن كل الأطياف والمسؤولية تقع على الجميع بحسب الموقع والخدمة وهنا لابد ان أتوقف عند الانجازات الأمنية التي حققتها قوات الأمن والشرطة الذين واصلوا الليل مع النهار لحماية المواطن العراقي خلال السنوات الماضية فلا يجوز لنا أن نتجاهل كل هذه الأعمال وننظر للأمور نظرة قاصرة نعم هناك خلل وتقصير ولكن الجميع تحت طائلة المسؤولية ولا ينبغي التملص منها وقد تعجبت في بداية الأمر من دعوة السيد الهاشمي الأخيرة لكني تذكرت أننا تعودنا على مثل هذه التصريحات النارية التي وقع من وقع بسببها ولربما اهل البصرة يتذكرون ذلك.
لقد دعا الدكتور الهاشمي حكومته وهو جزء منها إلى الاستقالة واتهمها بالفشل وهو جزء منها ولا ادري هل يعلم السيد الهاشمي انه جزء لا يتجزأ من الرئاسَتَين وهذا أمر دستوري فهو اذن جزء من ذلك الفشل والكل يتذكرانه استطاع أن يوقف قانون الانتخابات ولولا وقفة أبنائنا والفرقاء السياسيين بحزم لما استطاع العراقيون أن ينفذوا من هذا المنعطف مع انه أراد أن يجير الموضوع له لكنه لم يستطع وكان الانجاز للجميع وأذن هو يتحمل المسؤولية مع بقية المسؤولين فلا ادري لماذا يطرح نفسه خارجا كلما اشتدت الأزمات وحين ندعو الحكومة إلى ترك مكانها معنى ذلك أننا أعطينا الإرهابيين والتكفيريين وأعداء العراق مجالا وطريقا لكي يعبثوا بمقدرات الشعب وكأنها دعوة مبطنة لدخول جهات معادية للشعب العراقي والوضع الجديد لكي يأخذوا مكانا لهم.
وهنا لابد لكل المسؤوليين العراقيين بما فيهم مجلس النواب والرئاسات الثلاث أن تفهم مكانها ومكانتها في إدارة البلاد وكل ما يحدث اليوم هو مسؤولية الجميع والأمن مسؤولية وطنية وعلى كل مواطن مسؤولية حفظ البلاد نعم هناك خلل وهناك اختراق وهناك ضعف وهناك تهاون ولكن مقابل هذه الإخفاقات هنالك انجازات وانجازات كبيرة فلقد كانت بغداد أسيرة بيد الإرهاب وعصابات القاعدة وكانت كثير من المحافظات العراقية أسيرة بيد العصابات الإجرامية التي قتلت وقتلت بأبناء شعبنا في البصرة وميسان وغيرها من مدن العراق أما اليوم نحن بحاجة إلى موقف جريء وموقف واضح ومتجرد من التجاذبات السياسية تجاه ما يحدث وتجاه ما يقال اليوم نحن أمام دماء أبناء شعبنا وعلينا أن نكون صريحين مع أنفسنا ومع أبناء شعبنا ومع العالم كله والصراحة أن نقول أن هناك قوما يعملون على إسقاط الدولة الجديدة وهدم العملية السياسية باعتبار أن العراق لو استقر واخذ وضعه الطبيعي لأصبح قوة حقيقية على وجه الأرض وفي المنطقة بل أصبح مرعبا لكل أركان النظام العربي إذا نجح العراقيون بإدارة الانتخابات والتحول إلى مرحلة جديدة للبناء والتقدم والخدمات والازدهار ويكفينا مهاترات وعنتريات لا تغني ولا تسمن من جوع العراقيون بحاجة إلى وقفة صادقة نرمي فيها كل المصالح الشخصية لنضع مصلحة العراق وشعبه في مقدمة المصالح أما إذا كان رأي الهاشمي أن الحكومة قد فشلت فعليه أن يبادر ويسبق غيره بتقديم الاستقالة وترك المجال لغيره لعل غيره أكفأ منه.
الشيخ الدكتور
خالد عبد الوهاب الملا
رئيس جماعة علماء العراق فرع الجنوب
كتبت بتاريخ الخميس، 30 ذو الحجة، 1431 ،17/12/2009 12:06:47 ص