يبدو إننا فقدنا في هذا العصر ميزان الكلمة الطيبة صدقة ولا نفكر بها قبل إخراج الكلام على هواه وخاصة أن ديننا مليء بخاصية الطيب من القول الراقي والمعبر.وفي أدبيات مجلس النواب والبعض الذي يظهر في فضائيات محددة يكون التخاطب غير المهذب هو السائد بين المتناظرين والخلاف ينسف كل المقومات الأساسية ..الدين والوطن والتاريخ المشترك !!ويصل الأمر أحيانا إلى بذأة وألفاظ تصدمك ..في وقت وطن يريد أن يقف ..ونحن متعبون
الامام علي {ع} أتحفنا بقول [يا ليت رقبتي كرقبة البعير] ليخرج الكلام على تمهل وبطء لصورة واضحة لتكثيف أدب الإجابة والمحادثة وزيادة في عصر الكلمات لترسيخ أعمق لخلق ما جاء به وعمل على نشره الإسلام ..لماذا نغلق الابواب على كل ما نريد دون النظر الى الآخرين وتسارع الحياة ومتقلباتها ومتطلباتها ..وهذا ما حدث في بلدي ولا يزال أكثر عقد من الزمن في الانتظار لينقض البعض على الآخر اختلط فيه الحابل بالنابل ..والآذان مغلقة.. التهميش .. المشاركة المحاصصة ..العيون فقط مفتوحة على نهب الاموال ..وبالتالي لا يهم ضياع البلد وتشريد الناس ..الآذان فيها وقر والعيون مقفلة الا من اتساعها على المنصب والمال والجاه لمن لا جاه له ومتعة الحياة وهي زائلة..ولكن عندما يفتت العراق لا نعرف المتعة ولا السعادة !! عقول مقفلة على من ؟ ومن أين نجد الحــــــــــل ؟ .. الأمور تتغير والأحداث تتسارع ونحن واقفون بل نرجع خطوات ثقيلة الى الوراء والأذهان غير قادرة على استيعاب التقلبات والتطورات ولجئنا الى آلية المستحيل بغير إرادتنا وأصبح تغيير القناعات والمعتقدات أشبه بالمستحيلة .
ما نحتاجه بلد منتصر على الدواعش {الحاضنة } وتغيير عقيدة {النواصب }الوهابية وشعب ملتم خلف الجيش والحشد الذين سيكتب الله على أيديهم زوال العدى لأنهم يذودون عن حمى الوطن والدين ..ويلقون بأنفسهم في ساحات الموت ليحيا غيرهم ..اضطررنا الى خوض تجربة توافقية وخرجنا منها خاسرين صعبها من أراد تكبيل يدين الحكومة بدعوى المعارضة والمشاركة في القرار ففسد علينا تحقيق حلم العراق الجديد وقبر ماضي نظام الاستبداد الذي يتعلق بحباله بعض من نواب البرلمان وجهات الغير مستعدة لتسهيل عملية بناء ديمقراطي لا ينال رضا دول الجوار !! وهكذا واجهنا وضعا صعبا بدل البناء والتنمية ..الهدم والاستنزاف والإلهاء بفتح جرح الإرهاب والدواعش ...والمسألة الكردية التي استرزق منها الكثير وحلب منها الكثير واستقوى بها الكثير وابتزنا الكثير ..فكلما أطفئت نار اندلعت أخرى !!
الطريق قطعا لم يكون سهلا وتعزيز الايجابيات في وجدان الناس ومحو الصورة القديمة لنظام الحروب والويلات لا يرتبط بالمحيط العربي قدر ارتباطه بالشعب العراقي الذي يحيا اوقات مأزومة بالوقوف في وجه التشدد والتطرف وعبأ سياسة الرجلين أو النهار والليل التي تشاطر وتناغم القوى الإقليمية بحجة المذهبية ..مما كلف وسيكلف البلد وأهله الكثير من الضحايا والمال والوقت وهدر الطاقات ..وحتى إلى تمزيقه وتشظيته حيث لا يفيد تفريك الراحة والندم ..ونقول لهم قتلتم وطن !!
الكلمة الطيبة ..ومنطق سياسي الليل والنهار