عاجل:
مقالات 2016-05-18 03:00 1201 0

العود الاعوج لا يستقيم ظله

الثقة بالنفس تستمد قوتها من قوة ما تؤمن به من مبادئ ومهما تكن قوة المبادئ ان لم ترتكن الى قوة ايمانية عميقة مولودة من رحم الخطاب الالهي وفق مسالك

الثقة بالنفس تستمد قوتها من قوة ما تؤمن به من مبادئ ومهما تكن قوة المبادئ ان لم ترتكن الى قوة ايمانية عميقة مولودة من رحم الخطاب الالهي وفق مسالك رصينة لا يدخلها الشك ولا الشبهات لا تنفعها قوتها فانها تهزم اذا ما واجهتها مبادئ حسب ما وصفناها اعلاه.
كل الاديان وكل المذاهب تعتد بما تؤمن ولهم الحق في ذلك ولكن الذي لا يحق لكل الاطراف عندما يسلك الاساليب الخادعة والملتوية والغادرة من اجل نسف مبادئ الاخر، واطلالة خاطفة على اوراق التاريخ المخصصة لتاريخ الشيعة الامامية ، فانني وجدت منذ ان رحل سيد الانبياء الى خالقه والى اليوم لم تتم مواجهة نظامية ( عسكرية او فكرية ) مع الفكر الامامي الا وانتهت اما بقناعتهم او شتائمهم.
كل الدول الشيعية التي حكمت خلال التاريخ لم تسقط ولا حكومة بثورة شعبية ضدها ، فاغلبها تكون بسبب مؤامرة من خارج الدولة او بسبب ضعف الحاكم فيتم استبداله من غير ان تقام ثورة ضده، فحكم الامام علي عليه السلام انتهى بجريمة اغتيال وحكم الامام الحسن عليه السلام انتهى بجريمة احتيال ، واعقبها حكم المختار الثقفي الذي انتهى بحرب من خارج ولايته ، وهكذا بقية الدول الشيعية ومنها البويهية والفاطمية والادارسة وغيرها .
وحتى المعارك الطائفية الطاحنة والفتن الحارقة تبدا من الطرف الاخر ومنها على سبيل المثال فتنة بغداد في القرن الرابع للهجري عندما اغاروا على مشهد الامام الكاظم عليه السلام وحرقوه وقتلوا من واجههم، اقبح جريمة في التاريخ جريمة الوهابية سنة 1216هـ على كربلاء حيث جاءوها غدرا يوم الغدير وقتلوا النساء والاطفال وهدموا العتبات وسرقوا ما فيها.
لم يذكر التاريخ ابدا ولو غدرة واحدة للامامية ضد من يخالفهم مذهبا او دينا.

واما على المستوى الفكري فالجلسات والمناظرات تملا التاريخ بما جرى وما حدث وقد وثقت في كتب اعيدت طباعتها اكثر من مرة على مدى التاريخ، زد على ذلك لا يوجد محذورات في الوسط الامامي لاي كتاب علمي ديني يخالف المذهب الامامي اما التي تتضمن شتائم وسب فمثل هذه الكتب مرفوضة، ففي الوقت الذي تجد المكتبات العامة والخاصة مليئة بكتب البخاري وابن تيمية وابن كثير تجد مكتبات الطرف الاخر تخلو حتى من ابسط الكتب التي تتحدث عن اهل الكساء.

نصف البعد الشيعي اخذ مداه عندما انتصرت الثورة الاسلامية في ايران ، والنصف الاخر جاء بسقوط طاغية العراق ، وفي حسابات الصهيونية والوهابية ان الخسائر التي سيلحقها الارهاب بالعراق قد يكون الكفيل بتشويه صورة الشيعة ، الا ان النتائج جاءت بخلاف التوقعات ولانهم عاجزون من رد الكلمة بالكلمة او حتى المواجهة العسكرية الشريفة من غير غدر وقتل الابرياء فانهم لا يواجهون الشيعة ، ولكم في العصر الحديث خير امثلة من خلال ما يتعرض له الشيعة في كل مناطق العالم تجدها بالاحتيال والاغتيال والتفجير والتهجير والتكفير، بل انهم يوصون اتباعهم بتجنب مناقشة الشيعة ، الواثق من مذهبه لا تهزه الجبال ولا يخشى النقاش.
فكل ما جرى وما يجري وما سيجري لن يوصلهم الى ما يرجوه من نتائج لان الاصل خطا فالعود الاعوج لا يستقيم ظله

التعليق