يمر الرئيس طالباني بنكسة صحية خطيرة. كان يوم الثلاثاء يوماً مقلقاً، لكن كفاءة الاطباء العراقيين وسلامة اجراءاتهم.. ومجيء الفرق الطبية من ايران والمانيا.. واستعداد الكثير من الدول ارسال فرقها الطبية قد ادخل بعض الطمأنينة، فجاءت الحالة يوم الاربعاء افضل بكثير، مما سيسمح بنقله الى المانيا مجدداً للعلاج.. خصوصاً وان الاطباء الالمان على اطلاع كامل بتاريخه الطبي.. بعد ان امضى فترة علاج لديهم في الصيف المنصرم.لا نمتلك في هذه الظروف –شأننا شأن بقية ابناء الشعب- سوى رفع ايدينا بالدعوات الى الله سبحانه وتعالى، ان يشمله برعايته وعنايته ليعيد له الصحة.. ويشافيه من مرضه.. ويعيده الى وطنه ومسؤولياته واهله وشعبه .طوال اليومين الماضيين ومنذ ان اذيع الخبر، غصت "مدينة الطب" بكبار المسؤولين يتفقدون بقلق شديد اخبار صحة الرئيس.. كذلك لم يتوقف المراجع العظام والشخصيات الدينية والسياسية والاجتماعية اضافة لزعامات وقيادات البلدان من الاتصال او الزيارة معربين عن تضامنهم ومبدين استعدادهم لتقديم كل ما يمكن تقديمه للمساعدة لانقاذ حياة الرئيس. وكل ذلك امر متوقع، فالطالباني لم يصبح رئيساً للبلاد بانقلاب عسكري.. بل جاء عبر ثقة الشعب بانتخابات ديمقراطية حرة. كذلك لم يرشح الطالباني لهذا الموقع الرفيع الا لمكانته كزعيم وشخصية تاريخية وسياسية من الطراز الاول.. ليس في الحركة الكردية او الوطنية العراقية فقط، بل في المنطقة العربية ومع ايران وتركيا والعالم اجمع. انه صمام امان كما وصفه اية الله العظمى السيد السيستاني دامت افاضاته. فرغم وضعه الصحي منذ فترة، وحاجته للعلاج والنقاهة، لكن الجميع -قوى ودول- بقي يتطلع اليه ويضغط عليه للمبادرة لحل ازمة البلاد، وتفكيك الاوضاع المعقدة فيها والتوترات المتواصلة التي تعيشها، مع علمهم ان ذلك سيكون على حساب صحته ان لم يكن على حساب حياته. فالطالباني، في النهاية، هو ليس مجرد شخصية مجاملة ومرحة او موقعاً شرفياً.. بل كان وما زال قائداً بتاريخه، ومشرفاً بموقعه يمسك بتلابيب الحلول، لتنطلق من مفرقه مختلف الجهود.. او تلتقي عند دواره مختلف الاتجاهات. فامتلك لاسباب عديدة –ومنها موقعه الرفيع وقابلياته الشخصية وتاريخه الكفاحي وعلاقاته الوثيقة بمختلف الاطراف- ما لم يمتلكه غيره.. لذلك يلتقي عنده الجميع في وعيه وفي غيبوته.