مقالات
2014-05-03 03:00
559
المقدمة
شهيد المحراب السيد محمد باقر الحكيم (رض) المجاهد الكبير وامل الشعوب المستضعفة ،الذي وصفه الشهيد الاول السيد محمد باقر الصدر(رض) بانه ( العضد المُفدَّى ) ، كما ورد في مقدَّمة كتابه ( اقتصادُنا ) .لقد دخل شهيد المحراب منذ البداية في دائرة الاهتمام بإيجاد التنظيم السياسي الإسلامي ، الذي يكفل إيجاد القدرة على التحرّك السياسي المدروس في أوساط الشعب العراقي ، وبهدف ردم الهوَّة بين الحوزة العلمية والشرائح الاجتماعية المثقّفة ، حيث كان هناك شعور بالحاجة لتنظيم إسلامي يتبنى النظرية الإسلامية الأصيلة ، المأخوذة عن أهل البيت ( عليهم السلام ) ،وكانت دعواته (رض) إلى احترام الأقليات سواء كانت دينية او طائفية او قومية ،ورأى أن التعرض لهم، أو الاعتداء عليهم يعدّ عدوانا لا يتسامح معه، وأن المراجع العظام لم يأذنوا بمثل هذه الأعمال ، وكذلك دعواته الى وحدة العراق ارضا وشعبا ونبذ الطائفية كل هذه الدعوات المباركة كان يجسدها (رض) بالقول والفعل .
وبعد غربتة الطويلة وابتعاده عن الوطن عاد السيد محمد باقر الحكيم الى ارض اجداده ودخل البصرة بتاريخ 11 /5 / 2003م حيث استقبلته القلوب المليونية بفرح كبير واستقبلته استقبال الابطال وغصّت الساحات والشوارع والأزقة وهي تهتف بأسمه الذي زعزع واسقط اكبر واعتى دكتاتورية عرفتها المنطقة ،هذا التدفق المليوني الذي حظي به (رض) أغاض الأعداء، واذهلهم لانهم لم يسبق ان شاهدوا هكذا استقبال وحب جماهيري خالص لذلك تامروا عليه بطريقة جبانة وحاقدة فاستشهد (رض) بتاريخ 2982003 في الصحن الحيدري الشريف لترفع روحه الطاهرة الى عليين حيث جده المصطفى وعلي المرتضى وفاطمة الزهراء والحسن المجتبى والحسين الشهيد (عليهم اجمعين صلوات الله وسلامه) .
النظام السياسي المقترح
يقول شهيد المحراب (رض) ان القضية السياسة هي قضية تشخيص الموقف والسلوك والمنهج العام الذي يتحرك فيه الإنسان في الحياة والمجتمع)(1)ويضيف (رض) ان قضية تشخيص النظام المستقبلي للعراق يمكن ايضاحها عبر امرين الامرالاول لابد ان يعرف العراقيون جميعا التصور المطلوب للنظام المستقبلي.الامرالثاني ان يعرف العراقيون الالية التي يمكن ان توصل الى النظام المستقبلي الصحيح او تشخيص الالية والطريق الذي يوصلنا الى هذا التصور ومن دونه يصبح العراق في معرض اكبر الاخطار التي يمكن ان يتعرض لها واهم هذه الاخطار هو مسخ هوية العراق وشعبه،ويضيف (رض) يقوم تصورنا للنظام المستقبلي الذي لابد ان نؤكد عليه في كل مكان وجانب على اربعة اركانالركن الاول : ارادة الشعب العراقي ان يكون هذا النظام منبثقا عن ارادة الشعب العراقي بحيث يساهم العراقيون من خلال انتخابات جرة ونزيهة في انتخاب اي حاكم او حكم وهو الذي يعبر عنه بالمصطلحات السياسية ب (الديمقراطية ) .الركن الثاني : هوية العراق وشعبه الاسلاملابد ان يكون الاسلام ركنا اساسيا ولايمكن التنازل عنه مهما استخدمنا من مصطلحات وهو ركن يرتبط بهوية الشعب العراقي ، ويضيف عراقنا لايمكن ان يتنازل عن الاسلام صحيح اننا قلنا ونقول ونؤكد اننا لا نريد ان ننسخ نسخا للحكم الاسلامي الموجود في هذا البلد او ذاك نحن نريد حكما يحترم الاسلام ولا نكتفي بهذا بل ويحترم قيم الاسلام .الركن الثالث : خصائص الشعب العراقيخصائص ومكونات الشعب العراقي لابد من اخذها بنظر الاعتبار في الحكم المستقبليالركن الرابع : وحدة تراب وشعب العراق.(2)
الحرية السياسيةيقول شهيد المحراب (رض) ان الحرية السياسية أحياناً تكون حرية غير مشروعة ولكن مع ذلك لايتخذ في مقابلها الإجراء السياسي القمعي، ما لم تتطور هذة الحرية إلى حدٍ تهدد فيه المصلحة الإسلامية العليا والمجتع الإسلامي وعندئذٍ يُتخذ القرار والموقف السياسي المناسب تجاهها أو تتحول هذة الحرية إلى عدوان على حريات الآخرين أو مخالفة للقوانين والتشريعات التي يضعها المجتمع لتنظيم حركته وحريته(3) ، ويضيف (رض) يجب أن لاتتحول هذة الحرية إلى حالة من الصراع والنزاع الاصطدام). (4)ويشير (رض) الى إن الفكر الأصيل المتمثل بفكر أهل البيت (عليهم السلام ) يؤمن مضافاً إلى الحرية الفكرية بالحرية السياسية (5).ويضيف (رض) أن العمل السياسي الاسلامي من حق جميع أفراد الامة وطبقاتها بل هو من واجباتها بأعتباره إهتماماً بشؤون المسلمين، من لم يهتم بأمور المسلمين فهو ليس منهم، وكذلك بإعتباره أمراً بالمعروف ونهياً عن المنكر وهو واجب الجميع.(6) وهنا لابد من وجود شروط أو ضوابط لذلك العمل الحرية في الاسلام تختلف عنها في الفكر الرأسمالي، فالفكر الرأسمالي فيه تعددية حزبية ـ تارةً تكون السلطة بيد هذا الحزب واخرى بيد ذاك، وهذة الاحزاب تعبر عن مصالح الناس الخاصة في الدنيا.(7)