لست هنا لأصيغ علامة للتعجب بطريقة السرد, فالحقيقة إني وددت التعمق أكثر وأكثر في واقع المقاومة الحرة بهذا العنوان الساطع كوني مجاهدة يمنية, لا احصر المعنى من كلامي بالحوثيين!! فالصفة هنا مشتقه من أنصار الله "الحواريون" الذين نصروا عيسى وناصروا الدين وهاهم اليوم يتجسدون حشدا شعبيا مجاهدا حرا له ذات التوجه الجهادي العظيم كما تجسدوا محور مقاومة بشكل عام في كل زمان. تغلغلت اليد الأمريكية ودنست بقذارتها طهارة العراق بشرائهم ذمم الحكام والقضاة ودعاه الدين، وتمددت اليد القذرة للأمريكان حتى أسفرت في العراق عن خلق ولاية أمريكية مصغرة تتملك عائدات النفط وتتحكم في القرار وتوجه البندقية العراقية باشارة واحدة للنحر الإيراني وهكذا ... ومن نفس الرحم الذي ولد منه حزب الله ولد الحشد الشعبي العراقي وهناك تبددت أحلام "إسرائيل", وهنا اندحر الوجود "الأمريكي" وتبقى السلطة والقرار لمن يحملون في أنفسهم منهج الجهاد والمقاومة، ويكفرون بعظمة "أمريكا" الزائفة، ويعبدون الله وحده لا شريك له ويسجدون لله بمواقفهم الحرة والأبية، ولا يقبلون لانفسهم الذل ويقدمون الدماء ضريبة لعيش الكرامة والحرية والاستقلال. سكت الجميع ونطق الحشد الشعبي الله أكبر وانتصر العراق وانتصر حزب الله ورحل الشاه ولاح النصر من حدود اليمن وخسئت دول تحالف العدوان, فالقضية هي القضية والهدف نفس الهدف، وأمريكا تعي ذلك جيدا ومخاوفها باتت علنية. ستة اعوام, مبارك للحشد الشعبي المقاوم فيها كل خطوة طاهرة قاموا بها وكل موقف وقفوه بوجه الاستكبار والقادم أعظم لامحال, فما يهدف له الحشد الشعبي هو نفسه ماقام به أنصار الله في اليمن ويتضمن تحرير البلاد وأنفس العباد من الوصاية والارتهان والخنوع لسياسة "أمريكا". فرغم التضاريس القاسية التي يمر بها الشارع العراقي من تحريك لعبة الثورة من جديد، بمسميات واجندات تخدم المشروع "الأمريكي" كما سبق وحركت "أمريكا" هذه الورقة في اليمن بتحريك الرئيس الاسبق صالح وخلق فتنة مجتمعية فتحت الاحضان الودية ليد العمالة والاجرام وباعت الدماء الوطنية. كذلك ذات الورقة اليوم تطالب بنزع وتسليم سلاح حزب الله في لبنان!! "فأمريكا" هنا لا تتحرك ضمن عشوائية وتخمين بل أن كل خطوة تخطوها تنطلق ضمن دراسات لما قبل وبعد، وتراهن على غباء الشعوب وعمالة الحكومات ومن ثم تتربع على العرش. لذلك فلنقر أن وجود الحشد الشعبي بقيادته الحكيمة العلوية الحيدرية، سينهي تواجد الفصيل "الأمريكي" بشكل قاطع، كما انتهى في لبنان وسينتهي في اليمن من أقصاه إلى أقصاه، عمالة وقوة عسكرية كما انتهي من إيران, وستتحرر سوريا وستنهض ليبيا وسيتوجه الجميع لتحرير القدس ففي كل دولة انصار الله وهيهات منا الذلة. لكم كل التحية والإجلال أخوتنا المجاهدين الصادقين في العراق، وللحشد الشعبي التمكين والنصر المبين.
إكرام المحاقري ـ كاتبة من اليمن